السبت، 30 يوليو 2011

بن جدو يعلن انطلاق الميادين

كتبت نيكول طعمة في صحيفة "النهار": بعد استقالته من قناة "الجزيرة" كان أمامه خياران لا ثالث لهما: إما أن يتخلى عن مهنة الاعلام ويختار طريقاً أخرى تجارية او استثمارية أو حتى سياسية، أو ان يبقى في المجال بما يلائم اقتناعاته الفكرية وفق قوله. اختار غسان بن جدو الاستمرار في مهنة البحث عن المتاعب، صحافياً نشيطاً في محطة تلفزيونية جديدة سيتحدث عنها في مؤتمر صحافي ظهر الخميس المقبل في نقابة الصحافة، موضحاً سياستها وتوجهاتها والجوانب القانونية فيها، وبدء فتح باب الانتساب أمام جميع الاعلاميين والصحافيين للانضمام اليها.

بن جدو تحدث الى"النهار" قبل الاعلان الرسمي قائلاً: "بكل صراحة "بعد "الجزيرة"، التي اعتبرها أهم وسيلة اعلام وثائقية في العالم العربي، لا أجد ذاتي في قناة أخرى. لذا، اتجهت الى تأسيس فضائية جديدة ستبدأ البث من بيروت مطلع 2012".

لم يتم اختيار اسم الفضائية بعد، والسبب وجود كثر من 700 اسم فضائية، لذلك لا يزال البحث جار عن اسماء غير موجودة. وكشف عن اختيار ثلاثة اسماء "نحن في صدد مناقشتها لاختيار واحد: الزمان، المدائن، واسم ثالث لا استطيع البوح به لعدم تأكدنا حتى اللحظة من كونه مستعملاً أو لا".

دخل بن جدو، صاحب المحطة الجديدة ورئيس مجلس ادارتها، أخيراً في مشروع مشترك مع مؤسس قناة "الاتحاد" نايف كريّم وأبرما اتفاق دمج مشتركاً قبل نحو اسبوع. "ومنذ اليوم أصبحت قناة "الاتحاد" شركة الانتاج المنفذة لفضائيتي، وسيكون المشروع بالكامل جديداً، اي قناة جديدة مديرها العام نايف كريّم تحت اسم جديد ومقر جديد".

يؤكد بن جدو أن القناة ستكون اعلامية تماماً، "بمعنى آخر، لن نضع سياسات كأننا في مشروع إيديولوجي سياسي حزبي، فالقناة مستقلة ولا تتبع أي دولة أو سلطة أو نظام أو حزب. لكن هذا لا يعني أننا كإعلاميين ليست لدينا توجهات سياسية".

يحرص بن جدو "على نقل الواقع العربي والدولي كما هو، والعربي بشكل أساسي، بغض النظر عن رغبات السلطات والأنظمة وتوجهات المعارضات أياً تكن". ويتطلب هذا الأمر "حيادية في نقل المعلومة، وموضوعية في التفاعل مع مختلف أطراف الحدث على الأرض والتعامل مع الواقع كما هو".

وماذا عن السياسة وتوجهات البرامج؟ سيخضع الأمر للضيوف، وحتى في مسألة انتقائهم "سنكون متوازنين إلى أقصى حد، لذا لن تكون قناة "الممانعة" ولا محور الإعتدال". لكن هذا لا يعني أنه "ليست لدينا بعض السياسات التي نؤمن بها، ونحرص على أن نترجمها إعلامياً".

لا يخفي بن جدو إنحيازه إلى الحريات وإلى حركة الإصلاح والديموقراطية ورفض المشاريع الديكتاتورية والشمولية في العالم العربي، مشيراً إلى أن اسم القناة سيكون من وحي الواقع العربي الموجود الآن. إلى ذلك، هو منحاز إلى حوار الثقافات والحضارات، "وسنفتح المجال واسعاً لثقافة التسامح والحوار مع الآخر المختلف عربياً وإقليمياً، خاصة تركيا وإيران، ومع الغرب بما فيه أوروبا واميركا".
وماذا عن التعامل مع السياسات الأميركية في المنطقة؟ "نعتبرها مجافية للحق العربي، ولا أخفي إنحيازنا الى اي شعب عربي وأي شريحة عربية تواجه الهيمنة والإحتلال، وبالتالي ننحاز إلى الهوية العربية والعروبة في منطقتنا".

وفي الموضوع المالي، يؤكد بن جدو أنه نجح في توفير التمويل اللازم لإطلاق محطته الجديدة، إذ استطاع تأمين 51 في المئة من المبلغ الإجمالي للقناة. وفي هذا المجال يشير إلى تلقيه مساعدات مالية من مغترب لبناني وأربعة رجال أعمال عرب "ساهموا في التمويل حتى الآن"، ويراجعه مستثمرون عرب في هذا المجال أيضاً. لكنه لا يرى المحطة ضخمة مادياً، "بل متواضعة مقارنة بميزانيات الفضائيات المعروفة مثل "الجزيرة" و"العربية" وغيرهما". وقد استطاع الحصول على تراخيص بالبث في دول أوروبية. وفي ما يتعلّق بمنافسة الفضائيات الكبرى، "بكل صراحة، لن يكون الأمر هاجسنا وغير وارد في حساباتنا، ولا علاقة له بإماكاناتنا في المنافسة". يهمه أن تكون المحطة" متميزة، حاضرة، وقوية في الميدان، تلامس نبض الناس وتطرح القضايا بلا تحفظ ولكن أيضاً بمسؤولية من خلال خطها وأسلوبها ومهنيتها".

على المستوى اللبناني، يلفت إلى أن القناة ليست لبنانية بل هي قناة عربية دولية. "وبالتالي لا نتعامل مع الشأن اللبناني كبقية المحطات المحلية، ولن نكون في منافسة مع أي قناة محلية على الإطلاق، إنما سنحرص على التعاون المطلق في ما يمكن أن يكون عملاً مشتركاً في ما بيننا". والأهم من ذلك، "لن نكون طرفاً لا بين 8 آذار ولا 14 آذار على الإطلاق، وسنكون طرفاً في حالة واحدة فقط وهي إذا حصل عدوان إسرائيلي على لبنان، عندئذٍ سنكون مع الشعب اللبناني بموضوعية ومهنية عالية".

في هذا الإطار، يشدد على أن يكون لدى الطاقم الإعلامي الذي سيشغّل المحطة همّ إعلامي مشترك، "لدينا تحفظات وانتقادات على الواقع الإعلامي العربي الراهن، مع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا لكل المكتسبات والإنجازات الضخمة التي حققها الإعلام العربي وخصوصاً قناة "الجزيرة". ولم يكشف أي معلومة عن الطاقم الإعلامي مثل المذيعين والمذيعات، باعتبار أنه لم يحصل أي إتفاق جدّي مع أحد، نافياً في الوقت عينه أن يكون على تواصل مع أي من مذيعي أو مقدمي برامج في "الجزيرة" سواء العاملين او المستقيلين. لكنه لم يستبعد الإستعانة بهم في حال استجاب بعضهم لطلبات العمل التي ستنشر في الصحف اللبنانية والعربية.

هناك تعليق واحد: