من ينظرالي حال
السودان اليوم تنتابه الكثير من المشاعر المتداخلة من دهشة و استغراب , حزن و اسي
, و ترقب و خوف من المستقبل
لم يكن احد من شذاذ الافاق السودانيين
ليتنبأ بعد قرون من الحروب و الدماء التي سفكت و كان البعض يستميت ليقنعنا انها للحفاظ
على تراب الوطن موحدا و مصونا من ( الخونة ) و بعيدا عن اطماع ( الاعداء) , نعم لم
يكن لاحد ليتنبأ بذلك ولا حتى اكثر المتشائمين لنكتشف بين ليلة و ضحاها اننا فقدنا
ثلث مساحتنا و ثلاث ارباع مواردنا اليس هذا امر يدعو للدهشة و الاستغراب !!! . اما
الحزن و الاسى و هو الشعور السائد فهو حزن على ارض بذلنا فيها الغالي و النفيس
للحفاظ عليها و بددنا فيها عوامل مهمة لتقدم اي امة ( الوقت و المال و الشباب )
فقد ففقدنا فيها خيرة شبابنا اطباء و مهندسين اساتذة و معلمين و عمالا و فلاحين
كانوا من المفترض ان يساهموا في بناء الوطن و يعيشوا فيه سادة مكرمين .
امضينا اكثر من
نصف قرن نبدد الامول في حرب هي خاسرة من الاساس , اموال لو وجهت التنمية لكانت
كفيلة بأن تغير شكل السودان الذي هو معروف به اليوم و كانت كفيلة بأن تغسل عن وجه
شعبه المغلوب على امره مرارات الفقر و الجوع و الحرمان و المرض وعن الدولة ( المهترئة
المؤسسات ) وصمة الدول الاشد فقرا بين دول العالم بالرغم من تواجدها على اغنى
الاراضي على وجه البسيطة , حرب تخلينا فيها عن ابسط حقوق المواطنين لا
لشئ سوى اننا اقتنعنا ( لسزاجتنا ) بأنه من اجل مصلحة البلاد سنرضى بالفتات و ان نتفرق احيانا في الشتات بحثا عن الزاد و
الذات
و كل هذا كان
يمكن ان يكون ثمنا مقبولا يدفعه الشعب كضريبة لو كانت الغاية ان نرى السودان في
مصاف الدول المتوسطة و الميسورة الحال على
الاقل و التي يكون عماد مكونها الاجتماعي و الاقتصادي ( الطبقة الوسطى ) المثقفة ,
و تضيق فيه الطبقة الفقيرة ولكن لم يتغير شئ بل ازداد سوءا , فالمرض هو المرض و
القفر نفسه ناهيك عن التخلف و الجهل و تلك
الحروب التي ما ان تنطفئ حتى تشتعل فأنهينا حرب الجنوب لتشتعل الحرب في ( خاصرة
السودان ) جنوب الشمال , ودارفور و اماكن اخرى
و المحزن ان لا
احد يتعلم , لا الساسة ولا الشعب , اما الشعب الشاذ افقيا فمغلوب على امره منشغل و هائم لجمع
لقمة عيش بالكاد تبقيه حيا و هو في الغالب شريحتان شريحة جاهلة وهي ( حسب
رأي ) الغالبية و شريحة متجاهلة ترى انه يجب ترك كل شئ للقدر , و اما السياسيون
فما زالوا يطبقون نفس السياسات البالية في التعامل مع الازمات الازمات ولو بتحسينات
و اضافات هي في الغالب قشرية غير جوهرية , سياسات كانتهاج الحل الامني والقوة
كخيار وحيد لمعالجة اتفه الامور ( متناسين ان اشرف الخلق محمد (ص) صحيح انه قاتل
المشركين و لكنه قد تحاور معهم ايضا ) , بالاضافة لتخوين المعارضة الوطنية و
المستقلين و وصف كل صوت شاذ بالخيانة و العمالة و تهديده بالويل و الثبور و عظائم
الامور
هذا كله جزء بسيط من الواقع اما المستقبل وسط كل هذا
الزخم فهو مجرد سؤال يتبادر الى الذهن احيانا فيحيرنا , نحاول ان
نبحث عن اجابة له ولكن بدون فائدة فكمثال لشخصي الضعيف فأنا لا املك الا ان
ابتسم ثم اهيم بوجهي ناحية السماء قائلا (
الله كريم ) و اتشبث ببصيص الامل المتبقي في امكانية هبة هذا الشعب و انتفاضه في ثورة عارمة تغير من هذا الواقع المريرشعب وصفه رئيسهم الراقص بشذاذ الافاق !!!!
الثورة خيار الشب ... حرية سلام و عدالة
الثورة خيار الشب ... حرية سلام و عدالة