الجمعة، 6 يوليو 2012

شاذ افقي و افتخر!!!!

من ينظرالي حال السودان اليوم تنتابه الكثير من المشاعر المتداخلة من دهشة و استغراب , حزن و اسي , و ترقب و خوف من المستقبل
لم يكن احد من شذاذ الافاق السودانيين ليتنبأ بعد قرون من الحروب و الدماء التي سفكت و كان البعض يستميت ليقنعنا انها للحفاظ على تراب الوطن موحدا و مصونا من ( الخونة ) و بعيدا عن اطماع ( الاعداء) , نعم لم يكن لاحد ليتنبأ بذلك ولا حتى اكثر المتشائمين لنكتشف بين ليلة و ضحاها اننا فقدنا ثلث مساحتنا و ثلاث ارباع مواردنا اليس هذا امر يدعو للدهشة و الاستغراب !!! . اما الحزن و الاسى و هو الشعور السائد فهو حزن على ارض بذلنا فيها الغالي و النفيس للحفاظ عليها و بددنا فيها عوامل مهمة لتقدم اي امة ( الوقت و المال و الشباب ) فقد ففقدنا فيها خيرة شبابنا اطباء و مهندسين اساتذة و معلمين و عمالا و فلاحين كانوا من  المفترض ان يساهموا في بناء الوطن و يعيشوا فيه سادة مكرمين .
امضينا اكثر من نصف قرن نبدد الامول في حرب هي خاسرة من الاساس , اموال لو وجهت التنمية لكانت كفيلة بأن تغير شكل السودان الذي هو معروف به اليوم و كانت كفيلة بأن تغسل عن وجه شعبه المغلوب على امره مرارات الفقر و الجوع و الحرمان و المرض وعن الدولة ( المهترئة المؤسسات ) وصمة الدول الاشد فقرا بين دول العالم بالرغم من تواجدها على اغنى الاراضي على وجه البسيطة   , حرب تخلينا فيها عن ابسط حقوق المواطنين لا لشئ سوى اننا اقتنعنا ( لسزاجتنا ) بأنه من اجل مصلحة البلاد  سنرضى بالفتات  و ان نتفرق احيانا في الشتات بحثا عن الزاد و الذات
و كل هذا كان يمكن ان يكون ثمنا مقبولا يدفعه الشعب كضريبة لو كانت الغاية ان نرى السودان في مصاف الدول المتوسطة و الميسورة  الحال على الاقل و التي يكون عماد مكونها الاجتماعي و الاقتصادي ( الطبقة الوسطى ) المثقفة , و تضيق فيه الطبقة الفقيرة ولكن لم يتغير شئ بل ازداد سوءا , فالمرض هو المرض و القفر نفسه  ناهيك عن التخلف و الجهل و تلك الحروب التي ما ان تنطفئ حتى تشتعل فأنهينا حرب الجنوب لتشتعل الحرب في ( خاصرة السودان ) جنوب الشمال , ودارفور و اماكن اخرى
و المحزن ان لا احد يتعلم , لا الساسة ولا الشعب , اما الشعب الشاذ افقيا فمغلوب على امره منشغل و هائم لجمع لقمة عيش بالكاد تبقيه حيا و هو في الغالب شريحتان شريحة جاهلة وهي ( حسب رأي ) الغالبية و شريحة متجاهلة ترى انه يجب ترك كل شئ للقدر , و اما السياسيون فما زالوا يطبقون نفس السياسات البالية في التعامل مع الازمات الازمات ولو بتحسينات و اضافات هي في الغالب قشرية غير جوهرية , سياسات كانتهاج الحل الامني والقوة كخيار وحيد لمعالجة اتفه الامور ( متناسين ان اشرف الخلق محمد (ص) صحيح انه قاتل المشركين و لكنه قد تحاور معهم ايضا ) , بالاضافة لتخوين المعارضة الوطنية و المستقلين و وصف كل صوت شاذ بالخيانة و العمالة و تهديده بالويل و الثبور و عظائم الامور
هذا كله جزء بسيط من الواقع اما المستقبل وسط كل هذا الزخم فهو مجرد سؤال يتبادر الى الذهن احيانا فيحيرنا , نحاول ان نبحث عن اجابة له ولكن بدون فائدة فكمثال لشخصي الضعيف فأنا لا املك الا ان ابتسم  ثم اهيم بوجهي ناحية السماء قائلا ( الله كريم ) و اتشبث ببصيص الامل المتبقي في امكانية هبة هذا الشعب و انتفاضه في ثورة عارمة تغير من هذا الواقع المريرشعب وصفه رئيسهم الراقص بشذاذ الافاق !!!!
الثورة خيار الشب ... حرية سلام و عدالة