الأحد، 5 فبراير 2012

امريكا و المؤتمر الوطني , فضيحة القرن

صرح وزير الاعلام السوداني و القيادي في المؤتمر الوطني عبد الله مسار في لقائه جمعه مع وزير الاعلام بدولة الجنوب مع الجزيرة مباشر قبل قليل فقط بمسؤولية الحكومة و الحزب الحاكم عن فصل الجنوب  , حيث قال ( نحنا الفصلنا الجنوب , و كان المفروض يعاملونا بالحسنى ) يأتي  هذا التصريح كدليل اضافي اخرعلى ان موافقة الحزب الحاكم على فصل الجنوب بتضمين الاتفاقية حق تقرير المصير للجنوبيين لم يأتي لمقتضيات الامن القومي السوداني و الحاجة او المصلحة الوطنية  , بل اتي ليؤكد ما ذهب اليه معظم المارقبون ان السودان تعرض لعملية غش كبيرة , خاصة من الولايات المتحدة التي وعدت حكومة المؤتمر الوطني برفع العقوبات و تطبيع العلاقات و فك عزلتها الديبلوماسية و الاقتصادية  و كلنا نتذكر الزيارات الماكوكية المتتالية التي كان يقوم بها المبعوثين الخاصين للبيت الابيض و نظرائهم الاوربيين الي الخرطوم قبل توقيع الاتفاقية  مقدمين تلك الوعود للخرطوم و لحث الحكومة على الموافقة على تضمين حق تقرير المصير في الاتفاقية و من ثم كثرة الزيارات ايضا ابان المرحلة الانتقالية و قبل الاستفتاء في محاولة ايضا لتشجيع الحكومة على تسهيل الاستفتاء  ,و على ما يبدوا سال لعاب سياسي المؤتمر الوطني السزج لتلك الوعود الواهية الخالية المضمون و حلموا بربيع علاقات مميزة مع اليانكي , و لكن كانت الصدمة ليست ببعيدة فبعد الانفصال لم يتحقق شئ من تلك الوعود التي قدمتها امريكا و شركائها الاوربيين للحكومة فانقلبت الزيارات الماكوكية لتصبح من الخرطوم في اتجاه الولايات المتحدة بحثا عن السراب , و كلنا  يتذكر النشاط المفاجئ للديبلوماسية السودانية بعد الانفصال و كثرة الزيارات التي قام بها كل من وزير الخارجية كرتي و (اوغلو السودان) مصطفي عثمان  اسماعيل  للولايات المتحدة و فرنسا , ليتضح ان كل تلك الوعود زهبت ادراج الرياح و لتتضح السزاجة التي يتمتع بها سياسيونا و لنصبح الدولة التي تتعرض لاكبر عملية خداع و سرقة سياسية في التاريخ
    
           تحليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

السبت، 4 فبراير 2012

المستعمرات الخليجية VS صخرة الديبلوماسية السورية

بعد ايام من المداولات و محاولة اقناع روسيا , فشل مجلس الامن في تمرير مشروع القرار العربي الغربي الذي يهدف لدعم المبادرة العربية و لادانة سوريا و حثها على و قف العنف بعد ان استخدمت كل من روسيا و الصين حق النقض الفيتو .
بعد قرون من اليأس الذي اصابنا من مجلس الامن و لاول مرة في ظرف اقل من اربعة اشهر 2 فيتو مزدوج لصالح دولة عربية , بعد ان احتكرت الولايات المتحدة هذا الحق لاجهاض المشاريع العربية و اعاقة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي و دعما لمصالحها
نجد لاول مرة تكتوي الولايات المتحدة بالسلاح الذي طالما اشهرته في وجه خصومها , محطمة جميع القرارات التي لا تلبي مصالحها و مصالح حلفائها و لو كانت تلك القرارات مدعومة باغلبية العضاء
الفيتو المزدوج الروسي و الصيني اليوم (افرحني) كثيرا , و بغض النظر عن كون الاسد دكتاتورا و سفاحا فالسؤال الذي يطرح نفسه هل صحيح ان الدول الغربية و العربية الخليجية و التي لا تمتلك معظمها دستورا او برلمانا منتخبا او نظاما اساسيا بل لا تمتلك حتي نقابات مهنية و منظمات مجتمع مدني , هل من المنطقي ان دول كهذه هي التي تسعي لنشر الاصلاح و الديمقراطية و قيم الانسانية في بلد كسوريا !!!
ان مثل تلك الدول التي تطالب نظاما هو افضل منها في كل المؤشرات  كمثل العاهرة التي تطالب الاخرين بالعفة , و انا هنا لا ادافع عن النظام السوري الذي هو كغيره من الانظمة في المنطقة نهجا و سلوكا بما فيها دول الخليج التي لن تكون اقل دموية و وحشية لو مرت بنفس الظروف و وضعت في نفس الاختبار , و لكن انا هنا استغرب تلك الهجمة التي تطال سوريا و التي هي بعيدة كل البعد عما يحاول البعض اقناعنا به من ان الهدف هو مصلحة سوريا و الحفاظ على امنها و استقرارها , بل اشعر ان هنالك شئ ما يحضر له و يطبخ تحت الطاولة , و لا يخفا علينا تلك السموم التي تبثها يوميا قنوات مملوكة لدول خليجية في حكم المحتلة لا تملك قرارها السياسي
فقناة كالجزيرة التي ابتعدت كثيرا عن المهنية الصحفية و عن شعارها ( الرأي و الرأي الاخر )  تساهم يوما في بث الحقد و التحريض متغلفة بغطاء المهنية و مساندة الشعوب التواقة للتحرر و نتذكر انها نفسها  التي غضت النظر عن احتجاجات البحرين  و ما جري فيها من هدم للمساجد وقتل للمتظاهرين السلميين و الفصل التعسفي من العمل التي طال مواطنيها  فقط لانتماءات طائفية او عرقية , و اكاد اجزم ان هناك تنازلات سورية لو قدمها الاسد للغرب لكان ( الجزيرة هذا الصباح ) ان الاسد هو البطل العربي الاوحد و الرجل الشجاع و هو متعهد بالاصلاح و يجب دعمه , فالهم الاكبر لدول الخليج و اسيادها ان يروا سوريا تماما مثلهم  منبطة و منزوعة السيادة تأتمر بأمر اسيادهم ولا تعصي لهم امرا و تغض الطرف عن اي سياسات تنفز في المنطقة
اما الشعب السوري فهو قادر على انهاء ثورته بنفسه , لو كانت هنالك ثورة حقيقية ( فالتحريض الاعلامي المتواصل و عدم انضمام مدن و قطاعات واسعة من الشعب السوري و خاصة الطبقة الوسطي جعلني اشكك بها ) , اما ثورة على غرار ما حصل في ليبيا تأتي على ظهور الدبابات و اجنحة الطائرات فهو عار سيلحق بالشعب السوري و لن تكون ثورة بل احتلال و تاريخ سوريا و موقعها الجيوستراتيجي المقاوم  في العالم العربي لا يشرف ان يكون مصيرها كذلك و لو فعل ذلك الشعب السوري ذلك فبئس الشعب هو
ولو نظرنا ببراغماتية بعيدة عن العاطفية , فالفيتو المزدوج الروسي الصيني المكرر يؤشر على شيئين هامين :-
اولا : بدء تشكل نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب لتنهي مسلسل تفرد القطب الواحد ذو المشاريع الامبريالية الذي كان يديرنا و كل العالم من كرسي يقع علي شرفة في مبني ابيض مطل على شارع بنسلفانيا
ثانيا : النجاح الباهر الذي ما تزال تحققه الدبلوماسية السورية لتضرب مثالا للعالم اجمع و العالم العربي خاصة في كيفية بناء العلاقات الاستراتيجة بالرغم من ضعف الموارد السورية و بالتالي الثمن المفترض ان تدفعة سوريا مقابل بناء هذه العلاقات الديبلوماسية في وقت لا تتعامل الدول الا بسياسة المصالح لتثبت سوريا ان لها سياسة خارجية يجب ان تدرس ( خاصة لدول العالم الثالث الفقير ) و ايضا ليصدق الراحل حافظ الاسد حين قال (ان سوريا تجيد دائما القتال على الحافة و لكنها لا تسقط الا على جثث اعدائها )
و اخيرا : لدي قناعة راسخة ان سوريا ( حصن العروبة المتين و اخر قلاعها ) قادرة على تجاوز هذه الازمة بل ستخرج منها اكثر قوة و منعة , و كلنا نتزكر خروج سوريا من محنة غزو العراق اذ كان مقرار ان تكون الثانية , و ايضا خروجها بكل قوي من قضية اغتيال الحريري و المحكمة الخاصة بلبنان .
                                                                            اولا هنيئا لنا معالم تشكل النظام العالمي الجديد
                                                                                     ثانيا هنيئا لسوريا و دبلوماسيتها
                                                                               و لقطر و بقية دول الخليج ( لا عزاء للعبيد)