الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

هل تحول السودان الي ساحة لتصفية الحسابات ؟

بكل ما يحتويه عالم السياسة الدولية من خبث و ليس هنالك من يضاهي اللعب بمصائر الشعوب الضعيفة و استغلالها لخدمة دول اخرى متسلطة خبثا
هنالك تكتيك معروف في عالم الحروب الباردة و استراتيجية متبعة وهي تقوم على نقل المعركة لارض الخصم و ايضا نقل المعركة لارض اخرى محايدة في حالات الصراعات لمصيرية و المحتدمة
 اذا تحدثنا عن الاخيرة-اي نقل المعركة لارض محايدة- فمن المعروف ان هنالك عرف بين الدول الكبرى المتصارعة  وهو انه دائما في حالة تضارب المصالح و احتدام المعارك تقوم هذه الدول بنقل معاركها لدول تستخدمها كساحات للعراك و تصفية الحسابات و ارسال الرسائل السياسية و ذلك حتى تضمن اطراف الصراع اقل الخسائر لها و لشعوبها ضاربة بعرض الحائط ما يمكن ات تصيب تلك الدول الصغيرة و شعوبها من ضرر.
هنالك امثلة كثيرة على ذلك و الحرب العالمية الثانية مثال جيد و على سبيل المثال لا الحصر فقد قاتل اليبانيون و الاميريكيون في الفلبين الامر الذي ادى لدمارها الشديد و مقتل الالاف من المواطنين الابرياء , و ايضا قتال الجيش الاحمر السوفيتي لالمانيا النازية في بولندا .
و مثال اخر لذلك ايضا ما حدث ابان  الحرب الباردة حيث نقلت كل امريكا و الاتحاد السوفيتي معركتهما لمركز نفوذ الطرف الاخر فاالولايات المتحدة  نقلت معركتها لدول لاوربا الشرقية كجوريجا و التشيك و يوغسلافيا المتداعية حينها و التي كانت تعتبر بمثابة الحديقة الخلفية للدولة الشيوعية و في المقابل نقل الاتحاد السوفيتي معركته للحديقة الخلفية للولايات المتحدة الاميريكية الا وهي دول امريكا اللاتينية و البحر الكاريبي ككوبا و فنزويلا و كولومبيا و كانت وقتها حادثة الصواريخ الكوبية الشهيرة في عهد الرئيس جي اف كيندي  ان تجر الدولتين لحرب شاملة .
كلنا تابع قضية ضرب مصنع اليرموك و ما تبعته من تحليلات و لكن هنالك حدث لم ياخذ من الضجة ما فيه الكفاية اقله هنا في السودان فبعد احداث مصنع اليرموك التي اكد  تقريبا كل خبراء الاستراتيجيا و محللي السياسة على مستوى العالم على انها كانت طلعة تدريبية لسلاح الجو الاسرائيلي على نفس المسافة التي تفصل المنشئات النووية الايرانية عن اسرائيل و ايضا رسالة  صريحة لايران لتكبح جماح نشاطاتها النووية  , بعد تلك الحادثة فوجئنا بالامس بالخبر الذي ذكرته وكالة فارس الايرانية أن قوة مهام تابعة للبحرية الإيرانية رست يوم الاثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول في السودان، حاملة معها "رسالة سلام وأمن للدول المجاورة"
منذ الوهلة الاولى لم اصدق الخبر و لكن بعد ساعات تأكد الخبر من وكلات انباء اخرى كرويترز و BBC و قناتي الجزيرة و العربية و لكن ما استغربه حقا و اسئلتي للحكومة السودانية التي لا نعلم الى اين تقودنا هي :
هل الحكومة تريد جرنا الى صراع اقليمي و نحن في هذا الوضع ؟ وهل هي حقا تدرك جيدا ما تفعله ؟ و هل ستكون قادرة على تحمل تباعت ما تفعله ؟ و هل نحن في وضع يسمح لنا بدخول صراع اقليمي فوق طاقتنا ؟ و هل سنكون كبش فداء لايران فقط لتحقق مكاسب استارتيجية في مسار قنبلتها النووية ؟
الوضع في الشرق الاوسط مشحون للغاية  فاسرائيل و الولايات المتحدة الامريكية من جهة و ايران و حلفائها من جهة اخرى اطراف في صراع اقليمي مصيري على مصالح و نفوذ و قضايا نعتقد بانها اكبر من دويلتنا المهترئة هذه و هنالك حرب مترقبة لا اعتقد ان لنا فيها ناقة او جمل لو سقنا اليها كساحة او طرف و اقول ان هذا صراع بين عملاقة لا حمل لنا به خاصة و نحن في هذا الوضع المأساوي من كل الصعد و الحالة الاقتصادية و السياسية و الامنية و الاجتماعية المتردية لابعد الحدود
و لتتذكر الحكومة المثل الذي يقول when elephants fights grass are the only victim
                                

الخميس، 25 أكتوبر 2012

اسرائيل صبرت علينا كتير !!


اولا : الازمة اسبابها و تبعاتها
من يتتبع الاعتداءات الاسرائلية على السودان يعلم إنها ليست جديدة  و يعلم جيدا ان منها المعلنة و غير المعلنة و بل و المستغرب ان منها ما لا تعلمه حتى الحكومة السودانية.
هذه الاعتداءات تتطور باستمرار و جميعنا يسلم بحقية أن إسرائيل دولة مغتصبة لحق الغير لا تعترف لا بالاعراف و المواثيق الدولية و لا حتى بسيادة الدول و استقلاليتها مادام تكلك الدول تهدد مصالحها و لكن ولللحق نقول ان اسرائيل و للأسف بعكسنا تماما فهي دولة مؤسسات ديمقراطية مسؤولة أمام  شعبها و تثير المشاكل إلا وقت حسبت جميع تبعاته و لا تعتدي على دول او تهدد مصالح الغير إلا عندما تهدد تلك الدولة مصالحها و تمس ما تعتبره اسرائيل أمنها القومي .

الاعتداءات المتواصلة على السودان كانت ممنهجة و ليست عبطية انما على ما يبدوا مبنية على معلومات استخباراتية حساسة عن دعم الحكومة السودانية لحركة حماس بالمال (سنويا) و بالسلاح من حين لاخر مستغلة طرق التهريب بالبحر الاحمر و السكان البدو في محافظة البحر الاحمر المصرية و سيناء  و هنا نجد انه عندما تستهدف دولة مثل اسرائيل سيارة عادية في بورتسودان من وسط الاف السيارات فهي لا تفعل ذلك عبطا  و انما بمعلومات دقيقة و حساسة
الاعتداءات الاسرائيلية كانت و لمن يتابع تقريبا كانت على السيناريوهات التالية :-
1- غارات جوية على اهداف بعينها في اطراف السودان (قوافل و طرق التهريب) دون ان تعلن عنها
2- تطور الامر الي غارات لاهداف في اطراف السودان (قوافل و طرق التهريب) مع الاعلان عنها
3-اخيرا كان غارات على اهداف في عمق السودان (المصادر) مع الاعلان عنها
كما اشير الى  انه كانت هنالك تقارير غير مؤكدة تشير ان اسرائيل  بعثت برسائل بطرق غير مباشرة لجهات سودانية تحثها مرارا على الكف عن تهريب و تزويد حركة حماس بالسلاح دون ان تلاقي اي صدى عند الحكومة السودانية
  الخلاصة : ان نعلم كيف ضربنا هذا شرف تنازلنا عنه و نعترف باننا لن نصل اليه (اللهم الا) اذا تكرم المعتدي و اخبرنا كما فعلت اسرائيل مشكورة في الوقت الذي كان فيه مسؤولي حكومتنا يتخبطون في تحديد الاسباب , ان الذي يهمنا كشعب ان نتملك جميع الحقائق و ان نعرف لماذا ضربنا  ,( وهذا ابسط الحقوق التي نطالب بها  او اقله يطالب به من قضى بالامس و هو نائم في بيته )
سؤال اخير ما زنب هؤلاء الذين قتلوا بالامس في ان نكون ملكيين اكثر من الملوك في دعم القضية الفلسطينية
و من هذا المنطلق نتسائل ماهي الغاية من تحويل دولة فقيرة مثل السودان لدولة مواجهة في الوقت الذي بالكاد نحاول فيه بأن نبقى كيانا موحدا و في الوقت الذي لا نملك فيه مقدرات الدفاع عن انفسها امام جماعة مسلحة دعك من اسرائيل و كل ذلك و لمذا ؟!! فقط في سبيل دعم قضية كالقضية الفلسطينية التي  حتى اصحابها باعوها في سوق السياسة و اضحوا منقسمين فيما بينهم , قضية لسنا بالضرورة معنيون بها لوحدنا في وسط محيط عربي هو في كل الاحوال افضل منا ماليا و سياسيا و عسكريا و بمراحل , مع العلم اننا  نتفهمها اي -القضية- و نقف مع شعبها في سبيل تكوين دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف 
لذا و بمفهومها فاسرائيل قد صبرت علينا اكثر من اللازم ؟؟!!
ثانيا : تعامل الحكومة مع الحدث :-
التخبط كان باديا على مستوى الدولة و لم يكن خافيا على احد  فالكل كان يصرح على هواه من قيادات الشرطة التي تقول انه ماس كهربائي الي والي الخرطوم الذي قال ان سبب الانفجار داخلي (عامل لحام كما اورد البعض)  و بعض السياسيين الذين كانوا يبحثون عن تبريرات اكثر منه عرض للحقائق
و وسط ذلك البازار كان تائها المواطن السوداني لينام ليلته الاولى مسلما بان الزمن وحده كفيل بافهامه ما حدث
المواطن السوداني المغلوب على امره اضحى يكتشف يوما بد اخر انه يعيش على حد الصدفة البحتة و ان الدولة التي و تسرق من قوت يومه و  انهكته بالضرائب و الجبايات غير موجودة اصلا في ابسط الاعراف لمفهوم الدولة و الدليل ذلك التخبط الذي شهدناه بالامس و الهلع و الخوف الذي ترك فيه الناس و الاشاعات التي انتشرت في البلاد , المواطن السوداني ايضا يكتشف ان دولته (المزعومة) التي تركت الاقتصاد و الصحة و التعليم و البحث العلمي لتصرف 90% من ميزانيها على الامن-لا امن فيها ولا يحزنون  ( عن اي امن نتحدث و دولة تضرب في عاصمتها)

المقالة القادمة : خيارات السودان في كيفية التعامل مع الازمة

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

الخرطوم تقرأ

يوم القراءة في الخرطوم

" الذين يغيرون العالم هم أولئك الذين يقرأون".

لماذ
ا لا تقرأ يا صاح ؟؟؟
...

الاعذار كثيرة لكن الاقناع اصعب ... الاعذار سهلة لكن الاقناع محال.

فتح الكتاب يتطلب عقولا جاهزة وراغبة ومتفتحة ... وصلت لدرجة من النضج وصارت تبحث عما لا تعرفه و تتعطش لمزيد من العلم و المعرفة
القارئ شخصية غريبة في الأماكن العامة ... إذ يمارس هوايته عادة في ركنه الخاص ... نريد ان نغير هذا المفهوم ... المرة دي دايرين نجرب احساس اخر ... متعة أن تقرأ وسط الجموع ... لن يندهش أحد أنك تقرأ ... لأن الجميع من حولك يقرأون
نحن نريد أن نثبت من خلال هذه التظاهرة ''يوم القراءة في الخرطوم'' أن جيل الفيسبوك ايضا يهتم بالقراءة وبالكتب ... نريد أن نؤكد أن الكتاب سوف يظل خير جليس دوماُ وابداُ
نحن كشباب السودان و تحديداُ شباب الخرطوم العاصمة ... نريد ان نستعيد المقولة القديمة ( ...... والخرطوم تقرأ ) لا يهم اين تطبع الكتب .... صح ... المهم الخرطوم تقرأ ... حبينا نعمل الفكرة دي من منطلق حبنا للقراءة و العلم ... نريد ان نعيد انتاج مجتمع يهتم بالقراءة عموما .
فكرة تعليم بلاحدود تدور حول نقطة تحريك المجتمع نحو قضايا التعليم ... تعليم بلاحدود ما منظمة أو جمعية خيرية ... تعليم بلاحدود هي حركة تغيير إجتماعي ... تعمل على تفعيل المجتمع والتفاعل معه ... بحيث تكبر المجموعة وتتوسع لتصير بحجم المجتمع ... ومن ثمّ تذوب فيه لتختفي نهائياً ... مخلفةً وراءها مجتمعاً يهتم بالتعليم كقضيةٍ ملحةٍ دوماً وأبداً.
تعال/ى انت واخوك وصاحبك وجارك وكل محبي القراءة اللذين تعرفهم ... شارك شباب الخرطوم في يوم القراءة الاول ... اليوم ده كل المهتمين بالقراءة حييجوا يتشاركوا الكتب والخبرات التى اكتسبوها من القراءة
لو بتحب القراءة لازم نشوفك ... ولو مش مهتم لازم تجرب

يوم القراءة في الخرطوم السبت 6/10/2012